سورة سبأ - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (سبأ)


        


قوله عز وجل: {وََمَآ ءَاتَينَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا} يعني مشركي قريش ما أنزل الله تعالى عليهم كتاباً قط يدرسونه، فيه وجهان:
أحدهما: فيعلمون بدرسه أن ما جئت به حق أم باطل، قاله السدي.
الثاني: فيعلمون أن الله تعالى شريكاً على ما زعموه، قاله ابن زيد.
{وَمَآ أَرْسَلْنَآ إلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ} أي ما بعثنا إليهم رسولاً غيرك
قوله عز وجل: {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} يعني من قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

{وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَآ ءاتَيْنَاهُمْ} فيه أربعة:
أحدها: يعني أنهم ما عملوا معشار ما أمروا به، قاله الحسن.
الثاني: أنه يعني ما أعطى الله سبحانه قريشاً ومن كذب محمداً صلى الله عليه وسلم من أمته معشار ما أعطى من قبلهم من القوة والمال، قاله ابن زيد.
الثالث: ما بلغ الذين من قبلهم معشار شكر ما أعطيناهم، حكاه النقاش.
الرابع: ما أعطى الله من قبلهم معشار ما أعطاهم من البيان والحجة والبرهان. قال ابن عباس فليس أمة أعلم من أمته ولا كتاب أبين من كتابه.

وفي (المعشار) ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه العشر وهما لغتان.
الثاني: أنه عشر العشر وهو العشير.
الثالث: هو عشير العشير، والعشير عشر العشر، فيكون جزءاً من ألف جزء، وهو الأظهر، لأن المراد به المبالغة في التقليل.
{فَكَذَّبُواْ رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} أي عقابي وفي الكلام إضمار محذوف وتقديره: فأهلكناهم فكيف كان نذير.


قوله عز وجل: {قُلْ إنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ} فيه قولان
أحدهما: يعني بطاعة الله عز وجل، قاله مجاهد.
الثاني: بالا إله إلا الله، قاله السدي.
ويحتمل ثالثاً: بالقرآن لأنه يجمع كل المواعظ.
{أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} يعني أن تقوموا لله بالحق، ولم يُرد القيام على الأرجل كما قال تعالى: {وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسطِ} [النساء: 127].
وفي قوله: {مَثْنَى وَفُرَادَى} ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه جماعة وفرادى، قاله السدي.
الثاني: منفرداً برأيه ومشاوراً لغيره، وهذا قول مأثور.
الثالث: مناظراً مع غيره ومفكراً في نفسه، قاله ابن قتيبة.
ويحتمل رابعاً: أن المثنى عمل النهار، والفرادى عمل الليل، لأنه في النهار. مُعانٌ وفي الليل وحيد.
{ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ} قال قتادة أي ليس بمحمد جنون. {إنْ هُوَ إلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} يعني في الآخرة، قال مقاتل: وسبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل كفار قريش ألا يؤذوه ويمنعوا منه لقرابته منهم حتى يؤدي رسالة ربه، فسمعوه يذكر اللات والعزى في القرآن فقالوا يسألنا ألا نؤذيه لقرابته منا ويؤذينا بسبب آلهتنا فنزلت هذه الآية.


قوله عز وجل: {قُلْ مَا سأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} فيه قولان
أحدهما: من مودة قاله ابن عباس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سأل قريشاً أن يكفوا عن أذيته حتى يبلغ رسالة ربه.
الثاني: من جُعْل قاله قتادة، ويشبه أن يكون في الزكاة.
ويحتمل ثالثاُ: أن أجر ما دعوتكم إليه من إجابتي فهو لكم دوني.
{إنْ أَجْرِيَ إلاَّ عَلَى اللَّهِ} أي ما ثوابي إلا على الله في الآخرة
{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٍ} فيه وجهان
أحدهما: شهيد أن ليس بي جنون.
الثاني: شهيد أني لكم نذير بين يدي عذاب شديد.
قوله عز وجل: {قُلْ إنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ} فيه تأويلان:
أحدهما: بالوحي، قاله قتادة.
الثاني: بالقرآن، رواه معمر.

وفي قوله: {يَقْذِفُ} ثلاثة أوجه:
أحدها: يتكلم.
الثاني: يوحي.
الثالث: يلقي.
{عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} قال الضحاك: الخفيات

قوله عز وجل: {قُلْ جَآءَ الْحَقُّ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله ابن زيد.
الثاني: القرآن، قاله قتادة.
الثالث: الجهاد بالسيف، قاله ابن مسعود.

{وَمَا يُبْدِيءُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: أن الباطل الشيطان. رواه معمر.
الثاني: أنه إبليس. رواه خليد.
الثالث: أنه دين الشرك، قاله ابن بحر.
وفي إبداء الباطل وإعادته ثلاثة أوجه:
أحدها: لا يخلق ولا يبعث، قاله قتادة.
الثاني: لا يحيي ولا يميت، قاله الضحاك.
الثالث: لا يثبت إذا بدا، ولا يعود إذا زال، قاله ابن بحر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7